الأسهم الأميركية ما زالت تتحدى الجاذبية. مؤشر اس اند بي 500 يتجاوز مستوى 6300 نقطة، مواصلاً موجة الصعود التي قادتها في الجلسة أمازون وألفابت على وجه الخصوص وذلك قبل إعلانات نتائج الربع الثاني. هذه التحركات تبدو في مجلمها مجرد ارتفاعات سعرية تقليدية ومسيره بالزخم العام في الارتفعات، ولكن على العكس ارى انها تعكس إعادة تموضع في السوق نحو أسهم الجودة والشركات ذات الملاءة المالية العالية وسط قناعة منتشرة بأن التقييمات المرتفعة الحالية تتطلب عوائد تشغيلية تبررها او قد تتجهه الاسواق الى إعاده النظر في نطاقات الاسعار.
اسواق الاسهم تستمر حرفاً في الارتفاع فقط ، كانت هذه احد العبارات التي قرأتها في مكان ما واعتقد ان ذلك وحده كفيل لمراجعة شهية اخذ المخاطر والبدء في وضع تخصيصات اكثر دقة من الميل الى ما يتكرم به دعم البيئة الكلية.
السوق لا يصعد فقط بدعم من قصة النمو المتوقعة، بل نشهد ما يشبه فلترة للأسهم، حيث بدأت بعض الأسماء ذات الجودة الأقل تواجه ضغوط بيع، بينما تجذب الشركات ذات هوامش الربحية القوية وتدفقات نقدية مستقرة اهتمام رؤوس الأموال مجددًا. هذا التحول قد يبدو بسيطًا الى حد ما، لكنه غالبًا ما يكون مؤشر على تغير في سلوك المستثمرين، وتزايد شهية التحوط أو الميل للدفاعية في الحافة الخلفية للمشهد.
وبشكل متزامن، ضعف الدولار الأمريكي يشكّل مكونًا رئيسيًا. مؤشر DXY انخفض لما دون مستوى 98، كاسراً دعمًا فنيًا هامًا، ليؤكد حالة تأكيد الاتجاه التي يمر بها الدولار بعد أشهر من الانحدار من قممه وأكثر من 10% خلال النصف الاول من العام. المحفز؟ ليس فقط الفارق في العوائد الحقيقية أو التسعير المستقبلي للفائدة، بل أيضاً عوامل جوهرية.
تصريحات متناقضة من الإدارة الأميركية بشأن مصير جيروم باول تسببت في حالة من التوتر في السوق الاسبوع الماضي ولاتزال في عقلية المستثمرين. صحيح أن البيت الأبيض نفى وجود توجه فعلي لمسودة لطرده من منصبه، ولكن مجرد تداول الفكره بعزله قبل انتهاء ولايته في مايو 2026 كانت كافية لإعادة النقاش حول استقلالية الفيدرالي وايضاً التمرد الذي يبدو واضح من اثنين من اعضاء اللجنة الفيدرالية ليس لشيء فقط لاخذ منصب المدير الذي سيغادر العام القادم.
المشكلة ليست في الطرد بحد ذاته وهو أمر لا يزال منخفض الاحتمالية من وجهة نظري ، بل في الإشارة السياسية التي قد يرسلها ذلك للأسواق. هذا التصرف يعزز تصور السوق بأن السياسة النقدية قد يتم توجيهها من المكتب البيضاوي بدلاً من البيانات الاقتصادية سيُقابل غالبًا بارتفاع في علاوة المخاطر، وربما ارتفاع تكاليف التمويل السيادي المرتفع اصلاً – وهو اخر ما يريده سكتوت بيسنت بالتأكيد. احد الافكار لحل هذا الامر هو اخذ هاتف ترامب عندما يريد إرسال منشورات عن الفيدرالي الى حين اخذ مشوره رجل وول استريت العاقل في البيت الابيض.
سوق السندات كان مرآة واضحة لهذه الحساسية حيث ارتفع عائد السند الأميركي ولم يتلص من العلاوه الى الان ، فسندات اجال 30 عامًا الان عند 4.94% مقارنة 4.88% بمستوى قبل أيام، وكذلك عائد العشر سنوات عند 4.38% اعلى من الاسبوع الماضي، وهو ما يعكس توترًا قائمًا وربما تزداد حدته إن تصاعدت النبرة السياسية أو صدرت إشارات أخرى على هذا المنوال او تمس استقلال الفيدرالي. اجتماع اللجنة الفيدرالية الاسبوع القادم وتوقعات الاسواق بإبقاء الفائدة عند المستويات الحالية قد يدفع ترامب الى تجربة التهديدات مره اخرى. ربما اخذ الهاتف منه ليست فكره سيئة كفكرة التدخل في استقلالية الفيدرالي!!
الذهب، وكأنه خرج من سباته التمركز حول متوسط ال20 يوم. بعد تماسك طويل هذا الشهر ضمن نطاق 3300- 3370 دولار للأونصة، اخترق XAUUSD الحاجز العلوي بدفعة قوية، وصولاً الى 3400 دولار، وهو ما أعاد الحياة إلى تدفقات الشراء. العلاقة العكسية بين الذهب والدولار عملت كوقود لهذا التحرك في الساعات الماضية، مع عمليات التحوّط وتزايد الاصوات والمراهنات على أن 3440 دولار هو الهدف التالي على المدى القريب وهو المستوى الذي تداول الذهب عنده قبل شهر من الان. ارتفاع الذهب ليس محصور في نطاق التحليل الفني فقط، بل جاء نتيجة تفاعل مباشر مع ضعف الدولار كمحرك اساسي. الانخفاض الملحوظ في مؤشر الدولار ، دون مستوى 98 ، ترافق مع الخلفية التي تم ذكره اعلاه بتصاعد حالة عدم اليقين حول مستقبل باول ومدى استقلالية الفيدرالي. لكن في السوق، النفي لا يعني انتهاء القلق، إذ ما زالت فكرة تدخل سياسي في السياسة النقدية مطروحة على الطاولة، وهذا بالتأكيد محفز للاتجاه الاعلى لاسعار الذهب.
بالمختصر ، الأسهم الأميركية تواصل حفلة الصعود مدفوعة بزخم تقوده شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسها أمازون وألفابت في الجلسية الماضية، حيث يسبق التفاؤل صدور النتائج. لكن خلف هذا التفاؤل تقف سوق تُسعّر الكمال وهو ما يجعل أي نتائج دون التوقعات عُرضة للتقلب.
في الوقت ذاته، تلوح في الأفق إشارات على تحوّل تدريجي في سلوك المستثمرين، مع توجه واضح نحو أسهم الجودة وتخلص من الأسماء عالية المخاطر، في إشارة ضمنية إلى بداية انتقال من شهية المخاطرة إلى سلوك أكثر تحوّط. أما المعدن الاصفر، فقد عاد للواجهة مستفيدًا من ضعف الدولار وهو ما جعل العلاقة العكسية بينهما أكثر وضوحًا وتأثيرًا. وفي بيئة تتداخل فيها السياسة بالنقد، بات المستثمرون يعيدون رسم خرائط التحوّط بتفاصيل اكثر.
"لم يتم إعداد المواد المقدمة هنا وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية البحث الاستثماري، وعلى هذا النحو تعتبر بمثابة وسيلة تسويقية. في حين أنه لا يخضع لأي حظر على التعامل قبل نشر أبحاث الاستثمار، فإننا لن نسعى إلى الاستفادة من أي ميزة قبل توفيرها لعملائنا.
بيبرستون لا توضح أن المواد المقدمة هنا دقيقة أو حديثة أو كاملة ، وبالتالي لا ينبغي الاعتماد عليها على هذا النحو. لا يجب اعتبار المعلومات، سواء من طرف ثالث أم لا، على أنها توصية؛ أو عرض للشراء أو البيع؛ أو التماس عرض لشراء أو بيع أي منتج أو أداة مالية؛ أو للمشاركة في أي استراتيجية تداول معينة. لا يأخذ في الاعتبار الوضع المالي للقراء أو أهداف الاستثمار. ننصح القراء لهذا المحتوى بطلب المشورة الخاصة بهم والإستعانة بخبير مالي. بدون موافقة بيبرستون، لا يُسمح بإعادة إنتاج هذه المعلومات أو إعادة توزيعها.
تداول العقود مقابل الفروقات والعملات الأجنبية محفوف بالمخاطر. أنت لا تملك الأصول الأساسية و ليس لديك أي حقوق عليها. إنها ليست مناسبة للجميع ، وإذا كنت عميلاً محترفًا ، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة أكبر من استثمارك الأساسي. الأداء السابق في الأسواق المالية ليس مؤشرا على الأداء المستقبلي. يرجى النظر في المخاطر التي تنطوي عليها، والحصول على مشورة مستقلة وقراءة بيان الإفصاح عن المنتج والوثائق القانونية ذات الصلة (المتاحة على موقعنا على الإنترنت www.pepperstone.com) قبل اتخاذ قرار التداول أو الاستثمار.
هذه المعلومات غير مخصصة للتوزيع / الاستخدام من قبل أي شخص في أي بلد يكون فيه هذا التوزيع / الاستخدام مخالفًا للقوانين المحلية."